البازار المصري ( بازار التوابل )

    سيضفي عليك هذا السوق إحساسا بسحر الشرق الثري باللمسات العثمانية الإبداعية فبمجرد دخولك لهذا البازار ستشعر بأنك في رحلة عبر الزمن القديم حيث من خلال جدرانه و أرضيته الحجرية و قببه المزخرفة بإمكانك أن تتصور نمط حياتهم آنذاك !
    فضلاً عن كل هذا , فإن البازار المصري هو ثاني أكبر بازار في اسطنبول بعد البازار الكبير “Büyük Çarşı” , كما أنه ظل المركز الرئيسي لتجارة التوابل في تركيا بشكل عام و اسطنبول بشكل خاص لأكثر من قرنين !
    تم الانتهاء من بناء السوق عام 1664م كجزء من مسجد الجديد Yeni Camii , حيث كان الهدف الأساسي من بنائه هو توفير الأموال اللازمة لصيانة هذا المسجد.
    في البداية أطلق على السوق اسم البازار الجديد ” yeni çarşı” ولكن اتخذ فيما بعد اسم البازار المصري وبالتركية “Mısır Çarşısı” بسبب استيراد القهوة و التوابل من الهند وجنوب شرق آسيا إلى مصر ومنها إلى اسطنبول عن طريق البحر الأبيض المتوسط .!
    خلال عام 1947 قامت الحكومة التركية الحديثة بإجراء تعديلات عليه حيث كان السوق لوقت طويل متخصص في بيع التوابل والأدوية العشبية فأضافت أيضا بعض المواد الغذائية الاساسية وذلك بسبب الازمة الاقتصادية التي مرت بها البلاد بعد الحرب العالمية الثانية .
    البازار بأكمله يأخذ شكل حرف “L” ويتألف من 88 حجرة مقببة , 21 منها مخصصة لبيع الذهب والنحاسيات و 10 للهدايا والكماليات و 4 للألبسة , والباقي للبهارات والأعشاب والتوابل والمكسرات و الجبن و النقانق و الفواكة المجففة و المربى و البذور .
    لدى زيارتك للسوق المصري ستجده يعج بالزوار المحليين و السائحين وأصحاب المتاجر وسط مجموعة مذهلة من الألوان والروائح المنبعثة من الأعشاب المجففة و النباتات المتنوعة و النادرة التي تحقق رغبتك الاستكشافية و أيضا تمدك بفرصة تجربة الطب البديل من خلال توفر الكثير من الأعشاب العلاجية الغريبة التي تم اختبار فعاليتها عبر قرون!
    و أيضا سترى جميع أنواع منتجات التجميل ذات المصادر الطبيعية كالحناء والإسفنج الطبيعي و الزيوت وماء الورد بالإضافة إلى الكثير من المساحيق التي كانت تسخدم في الحمامات التركية كوسائل لتنقية البشرة و العناية بها .
    سوف تلاحظ أن معظم البائعيين في هذا السوق يتكلمون العربية بشكل متوسط و بعض اللغات الأخرى وذلك بسبب عدد السياح الكبير لهذا السوق مما يمكنهم من التعامل مع الزبائن بشكل أفضل وأسهل.
    و أخيراً , إن كان لديك وقت إذا كان لديك الوقت للمزيد المتعة فننصحك بالذهاب إلى مطعم بانديلى Pandeli إنه سيذهلك بفن العمارة العثمانية المتجسدة في كل شبر منه , فستجد القطع الفيروزية الجميلة تزين الجدران والأرضية بشكل جذاب .
    سحره يمتد لأكثر من هذا , فإطلالة نوافذه على القرن الذهبي من جهة و على المساجد التي تصدح منادية للصلاة من جهة أخرى, فضلاً عن ذلك عبق الروائح القادمة من البازار تجعل منه مكانا خرافيا.

9 ليالي – 10 أيام ( اسطنبول – بورصا – يالوفا )